العدالة العرجاء أو قانون ساكسونيا ؟!

بقلم : رحال امانوز
تعتبر العدالة عرجاء بمعنى أنها تمشي على رجل واحدة حينما تطبق على البعض وتسقط عن البعض الآخر . وتعتبر العدالة سليمة عندما تمشي على رجلين أي انها تسري على الجميع دون تمييز بين شريف ووضيع …
في العصور الوسطى كانت هناك حاكمة بإحدى مقاطعات ألمانيا غريبة الأطوار . حيث شرعت قانونا فريدا من نوعه . يطبق على الفقراء وعامة الشعب ويستثنى منه الأغنياء والنبلاء . فعلى سبيل المثال اذا ارتكب أحد عامة الشعب جريمة قتل يحكم بالإعدام ويقطع رأسه أمام الملأ . بينما يحاكم النبيل بقطع ظل رأسه فقط . بمعنى أنه يعفى من المتابعة والعقاب …
ونستحضر هنا الفيلم السينمائي ( الغول ) . والذي يعطينا مثلا حيا بما يقع في بعض الأحيان . حين يحاول ذوو النفوذ والمال . الإفلات من الحساب . وخاصة عند ارتكاب حوادث السير أو جرائم القتل . في الفيلم يسلك الملياردير مدحت الهاني جميع السبل لإسقاط المتابعة في حق ابنه هاني الذي تسبب في مقتل عامل ملهى ليلي بسيارته وإحداث عاهة مستديمة لراقصة المحل لأنها رفضت الانسياق لنزواته …
بينما يحاول بطل الفلم عادل إمام . ان يعيد الأمور الى نصابها إحقاقا للحق ومعاقبة الجناة لكونه كان شاهدا على الجريمة . بمعية وكيل النيابة إلا أن جهودهما . باءت بالفشل الذريع لأن أب القاتل استغل نفوذه وماله ليفلت ابنه من العقاب ومن المتابعة الجنائية…
في بلدنا كذلك نصادف أحيانا نماذج بشرية على شاكلة اشرف الهاني وابنه . ولكنها تبقى حالات شاذة ونادرة . والذين يحاولون تطبيق نظام الغاب . أي نظام ساكسونيا … معتقدين أن نفوذهم وأموالهم الطائلة يمكنها ان تعفيهم من المتابعة وان تبوءهم مكانة فوق القانون …
لكن هيهات ثم هيهات . فوطننا والحمد لله يتوفر على ترسانة قانونية قوية وعلى رجال نزهاء واكفاء . سواء في الأمن أو القضاء أو الإعلام أو المجتمع المدني . أناس مخلصون في عملهم ولا يخافون في الله لومة لاءم . يهمهم مصلحة الوطن والمواطنين بالدرجة الأولى …